الكيان الصهيوني يلمع صورته داخلياً
ما تعيشه كابينة نتنياهو هذه الايام من تشرذم دفعت نتنياهو – حسب صحيفة معاريف الاسرائيلية – أن يفكر في إلغاء مجلس الحرب ونقل صلاحياته الى اعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية، بعد الازمة التي اثارها زعيم "امل جديد" غدعون ساعر بالتهديد بالانسحاب من حكومة الطوارئ الاسرائيلية اذا لم يصبح عضواً في مجلس الحرب، فيما لم يتردد وزير الامن القومي "ايتمار بن غفير" في الاستقالة من الحكومة اذا حصل ساعر على عضوية مجلس الحرب ولم يحصل هوعليها.
وتتصاعد الخلافات على المستويين السياسي والعسكري الاسرائيلي مما تهدد بحل الحكومة والتوجه نحو انتخابات مبكرة.
هذه الازمات الداخلية تدفع بنتياهو الى تلميع صورته والاظهار بمظهر المنتصر في حرب غزة وكذلك في الحرب مع حزب الله، والانسحاب من الجنوب اللبناني الى ما وراء الخط الازرق،فمع انتهاء مهلة الستين يوماً في 26 يناير المدرجة ضمن اتفاق لوقف اطلاق النار مع حزب الله، اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو انسحاب قواته سيتواصل بالتنسيق مع اميركا بعد مهلة الستين يوماً معتبراً ان لبنان لم يحترم التزاماته بشكل كامل، هذا ما دفع الجيش اللبناني بإتهام "اسرائيل" بالمماطلة في الانسحاب من مناطق حدودية في جنوب لبنان مؤكداً انه يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق مع اللجنة الخماسية التي تضم اميركا وفرنسا اضافة الى لبنان و"اسرائيل" ويونيفيل، للاشراف على تطبيقه بعد ان تنسحب قوات حزب الله وتجهيزاتها والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد 30 كم من الحدود وتفكيك اي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وهكذا يواصل الاحتلال انتهاكاته وانفلاته بتدمير القرى الامامية والتسبب في استشهاد مواطنين لبنانيين وجرح آخرين وهذا بحد ذاته يشكل اهانة لكل اللبنانيين، فيما لا يصدر من الحكومة اللبنانية إلا الشكوى والتوجه الى المجتمع الدولي، فيما كانت المقاومة اللبنانية قد حذرت من خطورة العبث الاسرائيلي، وقد قبلت المقاومة بالاتفاق لاعادة ترتيب اوضاعها بعدما قاتلت لفترة ليست بالقصيرة اضافة الى الحملات التي تستهدفها من الداخل اللبناني.
فهل ستكون الكلمة بعد مهلة الستين يوماً للمقاومة بالرد على الاعتداءات بعد ان اعادت تنظيم صفوفها، حتى وان جاهر البعض بان ما تفعله المقاومة مغامرة اخرى، لاسيما وان بعض الاعلام في الداخل اللبناني يروج كالعادة لما يتردد في الاعلام الاسرائيلي بشأن مهلة اضافية يريدها جيش الكيان الصهيوني، في الوقت الذي لا يحمي سيادة لبنان إلا القوة.
اذن الاوضاع تتجه الى مواصلة نتنياهو محاولاته لاجهاض اتفاق وقف اطلاق النار الذي قبل به مكرهاً، فهو يريد توسيع دائرة الاراضي المحتلة لذا يحتاج لمزيد من الوقت ليحدد نطاق الانسحاب وهو ما جاء في بيان عن مكتبه يوم السبت بعدم التقيد بموعد الانسحاب من جنوب لبنان بذريعة عدم تقيد الجانب اللبناني بانسحاب حزب الله الى ما وراء الليطاني.
وليس مصادفة ان تتزامن عملية تبادل الاسرى في غزة مع انتهاء مهلة انسحاب الجيش الاسرائيلي، ففي مسرحية لارضاء الداخل واسكات المعارضة الا ان اصل المخطط الصهيوني مازال قائماً حين نسمع بتصريحات ترامب والطلب من دولة الاردن ومصر بقبول اعداد من الفلسطينيين والضغط عن طريقة التذكير بالمساعدات الخارجية لهاتين الدولتين، والتي جزء منها الطلب من السعودية باستثمار تريليون دولار كعربون يسيل له لعاب الحكومات في قبول ايواء المشردين من قطاع غزة وحتى الضفة الغربية.
اذن ما نجمعه من تقاطعات الاحداث وتضارب الاخبار العاجلة منها والمؤجلة تدعو اللبيب لدرك مستقبل المنطقة ومصير الشعوب المغلوبة على أمرها التي لم تطلب اكثر من حقها في العيش الرغيد ولكن بعز وكرامة لا أن تبقى رهائن منظري الغرب المهووسين بالجشع واذلال الشرق الاوسط.
الا ان زمن فرض المعايير الغربية قد ولّى، بعد ان تكون القيادة حكيمة وللشعب حضوره القوي كما نشهد ذلك في الجمهورية الاسلامية الايرانية، من خلال المناورات التي تجريها باستمرار وآخرها قبل يومين تحت اسم "اقتدار الرسول الاعظم (ص) البحرية"، بالاعتماد على الشباب النخبة والملتزمين بهدف زيادة التنسيق بين القوات لمواجهة اي مغامرة من قبل الاعداء.